الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
قدسنا الغالية:
كلمة قصيرة إليك,.. . . . . قصيرة لأننا أكثرنا الكلمات ونحن نكتب ونأمل عاما بعد عام ومنذ عقود بأن يأتي من يحررك.
نقول يا قدسنا العزيزة: إن من يحررك هو من نصر الله حقا في نفسه ومجتمعه؛ فاستقام على أمر الله واتقاه وخافه وعمل بما يأمر به وأبعد ما لا يجوز عن مجتمعات المسلمين, لأن ذلك سبيل النصر وسبيل استراجعنا عزتنا واستعادتنا لك يا قدسنا الأسير.
يحررك قدسنا من كان يحب بصدقٍ الصالحين والمصلحين والدعاة والعلماء والمجاهدين والغيورين وكل من يسعون لعزة الأمة, لأنهم يقومون بنشر ما يرضاه الله وما يقرب النصر, فيُقربهم منه ويأخذ بكلامهم حقاً قولاً وفعلاً ويدعمهم ويُيَسِّر أمورهم.
يحررك يا قدسنا من يُبعدُ المنكرات في مجتمعاتنا في وسائل الإعلام وغيرها, لأن مجاهرة العظيم بالمعاصي من أسباب تأخر النصر على المسلمين وتحقيق التمكين للكافرين. ولا يترك المفسدين يقتلون الأمة ويضيعونها بشرهم وإفسادهم.
يحررك يا قدسنا من لا يجعل شباب أمتنا يُشغلون بالغناء واللهو القاتل وبالمسلسلات المختلطة المحرمة وبأفلام الحب والمجون, فقادة الكفر قبلنا! يدركون أثر هذه الأمور في هزيمتنا, ولذا قال قائلهم: "كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع, فأغرقوها في حب المادة والشهوات! ".
يحررك يا قدسنا من لا يوالي أعداء الدين ويرضخ لهم ولمخططاتهم ويعينهم في كثير مما يريدونه من شرور لأمتنا في شتى المجالات.
يحررك يا قدسنا من يطلق شبابنا وكل مجتمعاتنا للعمل الدؤوب لعز الأمة في شتى الجوانب, ولا يجعلنا نغرق في حب الدنيا والتركيز عليها ولا يلهينا بسفاسف الأمور بينما الأمة تذبح وتهان وتذل.
وأنت يا قدسنا في الأغلال واقصانا أسير ومهدد بالهدم من قبل اليهود الغاصبين, والأخطار حولنا من كل جانب, والأعداء قد أشعلوا سيوفهم فينا وأسالوا دماءنا انهاراً في شتى بقاع الأرض.
أما ذاك الذي لا يحررك فهو من عكس تلك الأساسيات فكان سببا في استمرار أسرك, بـ ـ ـ ـ ل كان سببا في الذل والهوان والضعف والتخاذل واستمرارها في أمة المسلمين.
أصلح الله حال كل أمتنا, وجعلنا للحق سائرين ولما يحفظنا وينصرنا محقِّقين. قال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) "الحج: 40".
الكاتب: د مهدي قاضي
المصدر: موقع عودة ودعوة